سورة الأنعام - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنعام)


        


{قُلْ إِنّي نُهِيتُ} صرفت وزجرت بما نصب لي من الأدلة وأنزل علي من الآيات في أمر التوحيد. {أَنْ أَعْبُدَ الذين تَدْعُونَ مِن دُونِ الله} عن عبادة ما تعبدون من دون الله، أو ما تدعونها آلهة أي تسمونها. {قُلْ لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ} تأكيد لقطع أطماعهم وإشارة إلى الموجب للنهي وعلة الامتناع عن متابعتهم واستجهال لهم، وبيان لمبدأ ضلالهم وأن ما هم عليه هوى وليس يهدي، وتنبيه لمن تحرى الحق على أن يتبع الحجة ولا يقلد. {قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً} أي اتبعت أهواءكم فقد ضللت. {وَمَا أَنَاْ مِنَ المهتدين} أي في شيء من الهدى حتى أكون من عدادهم، وفيه تعريض بأنهم كذلك.


{قُلْ إِنّي على بَيّنَةٍ} تنبيه على ما يجب اتباعه بعد ما بين ما لا يجوز اتباعه. والبينة الدلالة الواضحة التي تفصل الحق من الباطل وقيل المراد بها القرآن والوحي، أو الحجج العقلية أو ما يعمها. {مّن رَّبّى} من معرفته وأنه لا معبود سواه، ويجوز أن يكون صفة لبينة. {وَكَذَّبْتُم بِهِ} الضمير لربي أي كذبتم به حيث أشركتم به غيره، أو للبينة باعتبار المعنى. {مَا عِندِى مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ} يعني العذاب الذي استعجلوه بقولهم: {فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ السماء أَوِ ائتنا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} {إِنِ الحكم إِلاَّ للَّهِ} في تعجيل العذاب وتأخيره. {يَقُصُّ الحق} أي القضاء الحق، أو يصنع الحق ويدبره من قولهم قضى الدرع إذا صنعها، فيما يقضي من تعجيل وتأخير وأصل القضاء الفصل بتمام الأمر، وأصل الحكم المنع فكأنه منع الباطل. وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم {يقُصُّ} من قص الأثر، أو من قص الخبر. {وَهُوَ خَيْرُ الفاصلين} القاضين.


{قُل لَّوْ أَنَّ عِندِى} أي في قدرتي ومكنتي. {مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ} من العذاب. {لَقُضِىَ الأمر بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} لأهلكتكم عاجلاً غضباً لربي، وانقطع ما بيني وبينكم. {والله أَعْلَمُ بالظالمين} في معنى الاستدراك كأنه قال: ولكن الأمر إلى الله سبحانه وتعالى وهو أعلم بمن ينبغي أن يؤخذ وبمن ينبغي أن يمهل منهم.

5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12